سَــــــآفَرْتُ بِقَلْبِي إِلَيْكَ يـآ رَبِّــي

يـــآربّ...كم أنا حزينةٌ أصير..حينَ أرَى أسْرَابَ العَصَافِير...تُرفرف بأجنحتها تطير...في أنحاء الدّنيا بكلّ حرّيّةٍ تتنقّل وتسير..في موكبٍ جميلٍ، في طرق السّماء..بعزّة التوحيد..تُسبّح العليّ القدير...

إلــــهي....أنا نفسيًّا جِدُّ مُتْعَبَة...باشتياقٍ أتُوقُ لرؤية البيت الحرام..وجمال الكعبة...
قد يكون الإنسانُ في بعض الأحيان مُعجبٌ بكلامه...لكن..لايَرَى سهم الفرح يشقُّ أروقة قلبه بسلامه...لأنّه في الأخير...ملهوفٌ برغبة الصّمتِ عن أشياءٍ كثيرةٍ تحدث في الدّنيا...رغمًا عنه بكلّ ولعِ الثرثرة...تذوبُ في عزّة الصّمت...مرفوعُ الجبين..تحت وطأة الشّجون بكلّ آلامه...


دنيا الأحلام.تلُوحُ في أفق البريء...يركُضُ حزينًا ..برغبة الإستسلام لواقعٍ مريرٍ..تقتله الآثام...ينسجُ فيه كلّ دفءٍ جميلٍ...يغرس في القلب الموجوع ..شجرة الأسقام....من أوبئة البلاهة ..والسّذاجة والغباء..الملوّث بأنتن الأورام...

ومع هذا ..سعيدةٌ أنـــآ بصمتي ...عن كلّ هزيمة وخذلان...أرسمُ به كلّ نصرٍ لأهدافٍ..أبيتُ اللّيلَ..ألوّنُ جمــاله بحسن التوكّل واليقين..بالمؤازرة من الكبير الرّحيم الرحمـن...

طفلةٌ صغيرةٌ أنــآ..بغبائي...أرسمُ زهرة السعادة في كلّ دفترٍ أمرّ به..يذكّرني بحبّ آبـــآئي...
جميـــلةٌ هي...زهرةُ حيــاتي...بأروع احمرار البَتَـــلاَتِ..بفُستآن البســآطة..للتّواضعِ ..ولائي...

قلمي الصّغير..مـــآأجملك حين تعبّر عن أعمق خلجــآتي...بكلّ صدقٍ..وحبّ المعرفة..والإيمانِ بالرّضا بقدر الله والقضآءِ...
مــآأروع الصّمت الحبيب...أضحيتُ أتلهّف لسماع اسمه من ملازمٍ قريب..وأتشغّف لشمّ رائحته من ماهرٍ فنانٍ أريب..
هو هكذا أصبح عندي "الصَّمْتُ"..أجمل وألطف ونيس..أتلقَّى منه دروس الحِكمةفي: كيف أختار لنفسي في حياتي أحبّ الجليس...يشاركني همومي وشجوني...ويرشدني إلى أحسن قيادة لزمام أموري..ويفرغ عن قلبي كلّ همٍّ حبيس...

هو الله سبحانه...خالقي ورازقي..أتوكّل عليه في أن يمنحني الرّشيد من أهل الورع..يدلّني على كلّ خيرٍ..فيه الجوهر النفيس...

هــآأنا الآن...بعد عمرٍ طويلٍ في الثرثرة...أنشد همسًا صامتًا...أناجي فيه المولى عزوجل في لحظات الغرغرة..أسأله أن يرضى عنّي ويرضيني..وأن يحسن خاتمتي بالقول السّديد..ودخول المقبرة...

وأسأله أن ينجيني من كلّ عذابٍ ...في نارٍ مسعّرة..جهنّم يُخلّد فيها كلّ كافرٍ ومرتدٍ ومنافقٍ...عمقُهَا سبعون خريفًا ...سوداءٌ مقعّرة...
