نصيحة من القلب لكل مدخن للشيخ محمد حسان

نصيحة من القلب لكل مدخن
للشيخ محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

جاءني سؤال:

هل يجوز للمدخن أن يدخل المسجد؟

والجواب نعم, يجوز للمدخن أن يدخل المسجد والتدخين لا ينقض الوضوء مع حرمة التدخين على الراجح من أقوال أهل العلم لا سيما من المعاصرين.

فالعلماء المعاصرين أفتوا بحرمة التدخين لما إثبته الطب الحديث الآن من سرطانات مختلفة يسببها التدخين.

ولو أن الإنسان نظر عن طريق الأجهزة العلمية الحديثة إلى القصبة الهوائية أو المريء أو أي جزء من أجزاء الجهاز التنفسي بعد شرب سيجارة واحدة يكاد قلبه ينخلع...

فالتدخين يسبب سرطان المريء وسرطان الحنجرة وسرطان المعدة وسرطان الأمعاء وسرطان الفم وغيرها من السرطانات والأمراض وهذا كلام علمي موثق.

بل أنا أعجب من هذا الضحك علينا فعلبة السجائر ماذا يكتب عليها؟

كانوا يقولون أن التدخين ضار بالصحة والآن يقولون أنه يؤدي إلى الموت

فهذا إستهزاء بالعقول أو بالبشر أو بماذا؟

فالتدخين يؤدي إلى الموت.. هلاك حقيقي

والمجامع الفقهية في البلاد الإسلامية أفتت بحرمة التدخين, وهذا جاء بعد تمحيص وتدقيق وبحث.

فالتدخين نازلة من النوازل المعاصرة, وهذه لا تحتاج إلى عالم شريعة فقط ليفتي بها فتوة قاطعة, ولا تحتاج إلى طبيب متخصص واحد بل إلى أطباء متخصصين في تخصصات مختلفة وتطرح النازلة أو القضية المعاصرة على مجمع علمي فقهي ليدلوا كل عالم بدلوه وليتكلم كل أستاذ في تخصصه, فطبيب القلب في تخصصه وطبيب الأمعاء في تخصصه وطبيب الجهاز الهضمي في تخصصه... إلى غير ذلك

ويثبت العلماء ما توصلوا إليه من خلال علمهم لأضرار حقيقية يسببها التدخين على المدخن ثم تطرح هذه المناطات على علماء الشريعة, ليسقط علماء الشريعة بعد فهم هذه المناطات الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

وهذه وظائف المجامع الفقهية, وأفتت هذه المجامع الفقهية الآن بحرمة التدخين. لذلك أقول لإخواني من علماؤنا الأجلاء الأفاضل أن يراجعوا أقوالهم إن كانوا لا زالوا يقولون بحكم كراهة التدخين.

وأقول للمدخن:

إعلم أيها المدخن إنك إرتكبت معصيتين: الأولى التدخين والثانية إيذائك للإخوانك المصلين إيذاء بالغ وأقول أكثر من ذلك, هل تعلم بأن المدخن يؤذي الملائكة؟
نعم إن الملائكة تتأذى, ((إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه إبن آدم))

فأنت إيها المدخن تضر نفسك وتضر غيرك والنبي يقول علية الصلاة والسلام: ((لا ضرر ولا ضرار)) , وربنا عز وجل يقول: (( ولا تلقوا بإيديكم إلى التهلكة)) وأنا لا أريد أن أذكر أدلة حرمة التدخين فالأدلة كثيرة جدا, فالله عز وجل يقول: ((يحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث))

وهل يوجد عالم على وجه الأرض يقول بإن التدخين من الطيبات؟؟

فأنت إيها المدخن تؤذي نفسك وتؤذي إخوانك من المصليين وتؤذي ملائكة رب العالمين.

وأنا أرجو من إخواننا المدخنين وأنا ورب الكعبة أكلمهم بإشفاق وأعلم أن منهم من الأفاضل وهذا ليس تناقض لإن التدخين إبتلاء لكن لا ينبغي مع هذا الإبتلاء أن أجرد به كثيرا من الفضائل من كثيرين من إخواننا وأنا أعلم أن كثيرا منهم من أهل الفضل لكنه إبتلاء ومنهم من يقول عادة سيئة يا شيخ وأنا لست مقتنع بها لكني لا أقدر على تركها....

فأنا أقول لك يا أخي الحبيب يا من تحافظ على التوحيد ويا من تحافظ على الصلاة وأنا رأيت أبي لذلك الموضوع يهزني

فأبي _أسأل الله أن يرحمه_ أشهد له بالفضل والتوحيد والأدب والخلق والخوف من الله خوفا كان يحرجني ويشعرني ورب الكعبة بالضآله... ولكنه كان مبتلى بالتدخين لا أستحي أن أقول هذا ليتعلم أولادنا وإخواننا الأدب والرحمة حتى في معالجة هذه القضية مع آبائهم وإخوانهم وأحبابهم من المدخنين

والله إني كنت أستحي أن أدخل على أبي إذا عرفت أنه يدخن سيجاره, وكنت عندما أنوي أن أدخل عليه أعطيه إشارة هو يعرفها بزامور السيارة بطريقة معينة حتى أعرفه إني جئت لأني أعرف أنه يدخن.. وهو يعتقد أني لا أعرف أنه يدخن فيقول للوالدة _أسأل الله أن يبارك لها في عمرها_ يقول: هو الشيخ يعرف إني أدخن _يقول عني شيخ وأنا إبنه_ فتقول له الوالدة لا إنه لا يعرف... وقبل أن أدخل علية يخبئ السيجارة ويعطر الغرفة ويضع الطيب على لحيته فأدخل أنا وأقبل يديه ورأسه وأجلس...

فإحترت ماذا أفعل؟ وأنا لا أستطيع أن أقول له يا أبي لا تدخن.. وواجب علي أنني أذكره بالله وآمره لكن بأدب لأنه أبي ولا أريد أن أتجاوز الأدب بدعوى أني عالم, فهذا لا يجوز فإنظر إلى إبراهيم كيف يخاطب أبيه وهو على الكفر الأصلي يقول له: (( يا أبت إني قد جآني من العلم ما لم يأتك فإتبعني أهدك صراطا سويا)) هذا هو الأدب مع أبوه مشرك أصلي كافر أصلي

وكيف وعندما يكون أبوك رجل مسلم تقي نقي فيه كل الفضائل لكنه مبتلى بالتدخين لا يجوز أن تعامله والعياذ بالله أنه مشرك لا يا أخي , أو تعامله بسوء أدب لا يا أخي إطلاقا هذا لا يليق أبدا ولا يجوز أبدا...

وأنا أنصح شبابنا وأولادنا أن يغيروا مفهوم الإلتزام بالسنة لتحب البيوت سنة النبي علية الصلاة والسلام

فطلبت الهداية من الله وأن يدلني على طريقة حسنة حتى أنصح فيها أبي لأني أريد أن أذكره لكني أستحي منه..

فوجدت رجلا من أهل القرية أعرفه, وهو مدخن فطلبت منه أن يدخل معي على أبي والسيجارة بيده وأبي مريض في الفراش وطلبت منه أن يسمح لي أن أبين له حكم التدخين لكن بشدة و وأكلمه هو حتى يسمع أبي بإسلوب غير مباشر وبالفعل بدأت أنصح هذا الأخ بشدة وبحب وأنا قلبي يحترق على الوالد وكان أبي يسمع ففطن وفهم ومن الله تبارك وتعالى عليه وأكرمه وأقلع عن التدخين مع إنه أقسم لي بالله أنه يدخن من سن 6 سنوات...

وأنا أكلم إخواني المدخنين وأكلمهم بشفقه وبحب وإني أعلم أن فيهم الأخيار القوام الصوام ولكني أقول لأخي المدخن أترك التدخين على أنه معصية لرب العالمين وأن تتركه بهذه النيه , لا تتركه من أجل المال ويجب أن تتركه من أجل المال , ولا تتركه من أجل الصحة ويجب أن تتركه من أجل الصحة.. وإتركه لأنه معصية لله تعالى عز وجل

فأطلب العون من الله على ترك التدخين وأن يطهرك من هذا البلاء طاعة منك لله ولرسول الله _صلى الله عليه وآله ومن والاه_

وأنا حين أقرأ الرقم الذي ينفق في مصر فقط فضلا عن الأمة على التدخين والله العظيم يكاد القلب ينخلع فالمال الذي ينفق على التدخين في الأمة وأنا أحلف بالله أنه لو أنفق على فقراء المسلمين لأغناهم والله لما وجدنا بين أظهر المسلمين فقيرا واحدا ولو وقفت على الرقم كم مليار تنفق سنويا على التدخين والله لما وجدت فقيرا ولما وجدت شابا جاوز الثلاثين من عمره لم يتزوج لأنه لا يملك أن يتزوج..

هذه نصيحة من القلب

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا الوباء وهذا البلاء عن كل مبتلى وأسأل الله لآبائنا وإخواننا وأبنائنا أن يرفع هذا البلاء ويطهرنا وإياهم وأن يوفقنا وإياهم لما يرضيه إنه هو ولي ذلك والقادر عليه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ محمد حسان