أكذوبة لها تاريخ ......؟

من الأكاذيب التي طال عمرها ولقيت رواجا كبيرا أكذوبة انتشار الإسلام بحد السيف‚وهي شبهة كان لخصوم الإسلام من منصرين ومستشرقين متعصبين اليد الطولى في إشاعتها مع أن تعاليم الإسلام ووقائع التاريخ تكذبها جملة وتفصيلا . فالقرآن الكريم ينفي الإكراه في الدين قال تعالى :﴿ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ﴾ بل يستنكر على من يحاول ذلك قال تعالى :﴿ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾ لأن الإكراه لا يمكن أن يفتح أرضا فضلا على أن يفتح قلبا ‚ بل إن الشريعة الإسلامية جعلت المرء في حل من كل ما بني على الإكراه وأسقطت ما يترتب عليه من عقوبات وحدود .

ومن ينظر بتمعن في وقائع التاريخ يجد أن المسلمين حينما فتحوا البلدان ونشروا الإسلام لم يرغموا أحدا قط على تغير معتقده والدخول فيه لأن الإسلام كان انتشاره برحمة نبييه وسماحة تعاليمه ودماثة أخلاق معتنقيه التي استهوت الجماهير المقهورة وجعلتهم يدخلوا في دين الله أفواجا ‚فلم يعرف الإسلام في بلاد الصين ولا في بخارى إلا من خلال تجار المسلمين الذين وسعوا الناس بحسن أخلاقهم وصدق معاملاتهم وكذلك بلدان المغرب العربي التي استعصت على من جاءها قبل الإسلام ولفظت كل من أتاها إلا الفاتحين المسلمين .

وهذا ما حمل المستشرقين المنصفين على تفنيد هذه الأكذوبة فيقول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون :( قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة ‚ ولم ينتشر الإسلام إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول)[1]اه . ويقول الكاتب الغربي الشهير توماس كارليل :( إن اتهامه – أي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ‚إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ‚أو يستجيبوا له فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم فقد آمنوا به طائعين مصدقين وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها )[2] اه . وعلى نحو هذا أكد الباحث النظار توماس أرنولد في كتابه – الدعوة إلى الإسلام - أن الإسلام ما انتشر إلا بالحجة والإقناع و أخلاق المسلمين .

والعجيب أن الديانات التي سبقت الإسلام طافحة بنصوص تحرض على القتل ونشر الرعب ففي سفر القضاة الإصحاح الأول:( وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوا بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار ذلك نزل بنو يهوذا محاربة الكنعانيين سكان الجبل وسكان الجنوب والسهل ) . وجاء في الإنجيل على لسان المسيح – عليه السلام – :( لا تظنوا أنني جئت لأرسى سلاما على الأرض .ما جئت لأرسى سلاما بل سيفا فاني جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه والبنت مع أمها و الكنة مع حماتها وهكذا يصير أعداء الإنسان أهل بيته ) [3]. ومع ذلك لا تثار حولها الانتقادات والشكوك ‚ولكن إذا عرف السبب بطل العجب قال تعالى:﴿ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ﴾ فكفرة أهل لا يألون جهدا في تشويه صورة الإسلام والصد عنه صدودا .

[1] حضارة العرب ص/128 .ط الهيئة المصرية للكتاب .

[2] حقائق الاسلام وأباطيل خصومه ص/166. ط الهيئة المصرية للكتاب .

[3] إنجيل متى –الإصحاح العاشر آية 34-36 .

شكرا على الموضوع

لا إكراه فالدين

تسلم الايادى اخى أبو أحمد

عافك الله وادام عليك الصحه

ما اسعدني وانا ارى اسماء اخواتي العزيزات

كارمن, كــــــات, وجيرسي

ينورن التوبيك بتواجدهن الراااااااااااائع

يسلموووووووو اخواتي..