عظيم أمركما .. وكيف لا يعظم وقد عظمه العظيم؟!

عظيم أمركما .. وكيف لا يعظم وقد عظمه العظيم؟!

عجيب أمركما .. وكيف لا يتسم بالعجب وقد تعجب "العجب" نفسه لما قيل عنكما على لسان الحبيب ؟!فيا ترى .. أي شأنٍ لكما؟

الوالديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

ما أعظمها و ما أعظم تلك الإشارات القرآنية البليغة حول الوالدين والتي – لقصورنا – نمر عليها دون أن ندرك مدى بلاغتها.

ففي الآية الكريمة (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا بالله شيئاً وبالوالدين إحساناً) الآية 151 من سورة الأنعام.

، "القرآن الكريم ذكر بدل تحريم أذى الوالدين الذي يلائم سياق هذه الآية في استعراضها للمحرمات،

مسألة الإحسان إليهما، يعني أنه ليس إزعاج الوالدين وإيذاؤهما محرماً فقط، بل يجب الإحسان إليهما" .

وفي معظم الآيات الكريمة – إن لم تكن جميعها – التي تحدثت حول الوالدين،

"كلمة (الإحسان) عديت بحرف ((الباء)) فقال: (وبالوالدين إحساناً) ونحن نعلم أن الإحسان قد يعدى بإلى وقد يعدى بالباء،

فإذا عد بإلى كان معناه: الإحسان إلى الآخر سواء كان بصورة مباشرة، أو مع الواسطة.

ولكنه عندما يعدى بالباء يكون معناه: الإحسان بصورة مباشرة ومن دون واسطة"

ما أرقها .. وما أرق تلك العبارات الإمامية النابعة من نبع الرسالة والتي تستطر السطور حول الوالدين وحقهما.

"أما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا،

ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك،

وتضحي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه"

"أما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله".

وهنا الاختبار الحقيقي .. هنا الاختبار الحقيقي .. عندما كُنتَ صغيراً، كنتَ بأمس الحاجة لهما ..

هما أيضاً عندما يكبران، يكونان بأمس الحاجة لك .

وعندما يرحلان .. عندما يموتان، تصل حاجتهما إلى أوجها ويترقبون من ينادي .. من يقول

"رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" (الآية 24 من سورة الإسراء) . </B>